إصابتك بسرطان الثدي ليست وصمة عار .. معاً لوقف العنف ضد المرأة
۲۰۱٥
يحتفل العالم اليوم ،25 نوفمبر، من كل عام باليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة. ووفقاً لما قررته الجمعية العامة للأمم المتحدة، فأكثر من 70% من النساء تعاني من العنف على مدار حياتهن، فمن كل 3 سيدات تتعرض واحدة للعنف الجسدي أو البدني وفي أغلب الوقت يكون من المقربين للمرأة المعنفة.

ويقول الأستاذ الدكتور محمد شعلان أستاذ جراحة الأورام ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي أننا نعمل على مدار 12 عاما من أجل خدمة المرأة من خلال تقديم التوعية والرعاية الصحية لها في مجال صحة الثدي. ويضيف أن المؤسسة من خلال خدمات التشخيص والعلاج والتأهيل لمرضى سرطان الثدي استطاعت أن تكون قاعدة بيانات كبيرة من المصابات بالمرض.

ويشير الدكتور محمد شعلان أن المؤسسة أجرت بحثا استقصائيا على 6043 حالة إصابة بسرطان الثدي لقياس أثر الاصابة بالمرض على العلاقة الإجتماعية للسيدة وإذا كانت تتعرض لأي شكل من أشكال العنف أو الإيذاء البدني أو النفسي. وأظهرت نتائج البحث أن 31% من السيدات تعرضن لهجر الزوج المنزل و 17% حالة طلاق، 12% يتزوج الزوج من أخرى، 10% من السيدات تتعرض لإهانة لفظية وتجريح في المشاعر، 3% يتعرضن لإيذاء جسدي من الزوج.
فمريضة سرطان الثدي بجانب شعورها بالألم الجسماني في مرحلة ما بعد الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، فهي تتعرض أيضاً لألم من نوع آخر وهو الألم النفسي التي تعاني منه نتيجة فقدان جزء كبير من أنوثتها. ولكن مع الأسف يتعرضن للعنف النفسي بل والجسدي أحيانا. ويقول الدكتور شعلان أن ماتتعرض له المريضة من إيذاء من قبل الزوج قد يرجع لبعض الموروثات والمعتقدات الاجتماعية والثقافية الخاطئة ومنها الظن بأن مرض سرطان الثدي من الممكن أن ينتقل للزوج بالعدوى أو أن إستئصال الثدي سيقف كالحاجز دون قدرة المرأة على أداء واجبتها الزوجية أو أن الزوجة لم تعد مكتملة الأنوثة أو ان السيدة ستتسبب في إرهاق مادي للزوج بسبب تكاليف العلاج. ومن هنا يأتي الطلاق أو الهجر أو الزواج من أخرى.

وهناك بعض القصص الواقعية التي تعكس الإيذاء الجسدي والنفسي الذي تتعرض له المريضة فمثلا:

السيدة (ر) ، 33 سنة ، إكتشفت إصابتها بسرطان الثدي صدفة وهي لم تكمل شهر على زواجها، لتفاجأ بأن شريك العمرقد هجرها فورعلمه بعد إجراء العملية التي تم فيها إستئصال جزئي للثدي ومازات حنة العرس تزين يديها. وتقول (ر) إحنا إتخطبنا لمدة 4 سنين وكانت قصة حب كبيرة. وأضافت "أهله قالوله إن مراتك كدة إنتهت ومش هتقدر تخلف إلا بعد سنين وهو طبعاً مشي وراهم وأنا بقالي 11 شهر لم أراه منذ العملية، وأنا مركزة دلوقتي في إنهاء مراحل علاجي عشان قررت إن أهزم المرض وكمان الغدر".

السيدة (م .ن)، 42 سنة من منطقة ريفية، اكتشفت المرض في مرحلة متقدمة، ولم يحضر زوجها يوم العملية. وتقول (م.ن) "جوزي متعود يضربني من ساعة ماتجوزنا بس الموضوع زاد بعد العملية لدرجة إنه كان بيقطع هدومي اللي في الدولاب ويرميها ويشتمني ويعايرني مع إني ماقصرتش في خدمته وكنت باجي على نفسي وأنا تعبانة بالذات بعد جلسات الكيماوي".

ويوضح الأستاذ الدكتور محمد شعلان رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي إن تعرض المريضة للعنف والإيذاء النفسي كالطلاق أو هجر الزوج يؤدي إلى إنهيار الحالة النفسية للمريضة مما يمنع الجسم من مقاومة المرض. فعند إكتشاف المرض تكون المريضة بحاجة لعناية نفسية فورية من قبل من حولها لمساعدتها في تخطي المرض ومقاومته. أما السيدات اللواتي يتفاجئن بالطلاق أو الهجر أو ممارسة العنف اللفظي أو البدني ضدهم فهن يتعرضن لصدمة أخرى من شأنها عرقلة مرحلة الشفاء من المرض.
المزيد من الأخبار لعام ۲۰۱٥
©2024  حقوق النشر محفوظة للمؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدى - جرافيكانو.